ناقشت رسالة الماجستير في مركز التخطيط الحضري والاقليمي للدراسات العليا (( الفضاء الاجتماعي الآمن في المدينة )) ، للطالبة نغم خالد محمد حسن ، البحث يدرس سبب غياب البيئة الآمنة في المدن وما هي المؤشرات التي تولد بيئة غير آمنة في المدينة عند الساكنين سواء كانت على مستوى العلاقات الاجتماعية ام على المستوى المادي الفيزياوي لتصميم المدينة ام على المستوى الاقتصادي للساكنين ، تناولت مشكلة البحث ان نتيجة لتهرئ المبنى، والبيئة المحيطة به أدى الى فرض سلوكيات غير صحيحة على المجتمع، وبذلك تجذب الساكنين الذين يتقبلون البيئات المتهرئة، وتطرد الساكنين الذين يطلبون مستوى خدمي جيد، وإنّ هذه السلوكيات قد تصل الى المستوى الاجرامي مما يؤدي الى جعل المحلات السكنية تفقد البيئة الحضرية الآمنة لساكنيها.

هدف البحث توافر تخطيط، وتصميم حضري آمن للبيئة المبنية، بوساطة اعادة الذاكرة الجمعية للسكان بجعل المنطقة تعمل كمناطق جذب، وطرد التي تؤدي الى تفعيل مراكز متخصصة كانت سابقاً عامة، اذ انّ التخصص بالمركز يقوي علاقة الجذب المتخصص كالسياحة، والترفيه، والتعليم، والاسواق المحلية وغيرها. وتفعيل المنطقة بعد ان كانت منطقة جذب، وطرد، أي جذب ساكنين يتقبلون مستويات بيئة وعيش متدني، ستصبح منطقة ذات قوى لجذب الساكنين الذين تهمهم ذكريات الحنين الى الماضي لمناطق سكناهم، وبذلك استبدال الفئات تدريجياً بفئة ذات سلوك عالي بعد تطويرها، وتأهيلها بمتطلبات الحياة المعاصرة، وبالمحافظة على ذكريات، ورموز الماضي فيها.

لذلك اعتمدت منهجية البحث على العديد من الزيارات الميدانية واستخدام استمارة استبيان من اجل فهم التنظيم الفضائي للمدينة من جهة وفهم الطبيعة المجتمعية للسكان من جهة اخرى، حيث تتميز المنطقة بكونها مدينة تراثية تاريخية تعرضت الى دمار نسبته 85% نتيجة الحرب. فان المنهج الذي استخدم اعتمد على المسوحات الميدانية لمدينة الموصل القديمة واللقاءات الشخصية العديدة مع القوات الامنية المسؤولة عن الامن العسكري للمدينة متمثلا بالشرطة المحلية والأمن المجتمعي المتمثل بالشرطة المجتمعية.

 

Comments are disabled.