ناقش مركز التخطيط الحضري والإقليمي للدراسات العلي بجامعة بغداد، رسالة الماجستير الموسومة ( دور التخطيط الحضري في الحد من ظاهرة تعاطي المخدرات في المدينة ) للطالبة هالة صادق كامل، واشراف الأستاذ الدكتورة ندى محمد عبد.
هدفت الرسالة الى تحليل دور التخطيط الحضري في الحد من ظاهرة تعاطي المخدرات داخل المدينة، عن طريق دراسة العلاقة بين خصائص البيئة العمرانية والتوزيع المكاني للظاهرة في مدينة بغداد، وتحليل آلية أدوات التخطيط الحضري كتنظيم استعمالات الأرض وتوزيع الخدمات وتحسين الفضاءات العامة، أن تساهم في تقليص العوامل البيئية المولدة لسلوك التعاطي. وأختيرت العاصمة بغداد بوصفها حالة دراسية تمثل بيئة حضرية معقدة تتجلى فيها تفاوتات عمرانية واجتماعية واضحة عبر مسح مكتبي لسجلات المتعاطين وبواقع 134 متعاط مخدرات مسجلين في أحد المراكز العلاجية،
وبينت الدراسة مدى تأثير خصائص البيئة الحضرية على سلوكهم، إذ اظهرت نتائج التحليل الاحصائي ان (68.239%) من متعاطي المخدرات يرجع لاسباب ضعف الامان والاستقرار المجتمعي الى جانب ضعف رعاية الوالدين وتشتتهم الاسري، فيما رجعت أسباب التعاطي الأخرى الى تدهور البيئة العمرانية التي تُسهم في تعزيز سلوكيات الانفصال الاجتماعي والهروب النفسي، فضلا عن الاكتظاظ السكاني والعشوائيات وترك التعليم والانخراط الى الشارع.
واوصت الرسالة بضرورة مراجعة نمط استعمالات الأرض في الأحياء التي سجّلت نسب تعاطٍ مرتفعة، مثل الصدر الثانية، بغداد الجديدة والشعب حيث أظهر التحليل المكاني تداخلاً واضحًا بين السكني والتجاري أو الصناعي، بعد إعادة توزيع الخدمات الحضرية (مثل الماء، المجاري، الإنارة، والطرق) وفق مبدأ “العدالة المكانية”، حيث بينت البيانات أن 75% من المتعاطين يقيمون في مناطق تعاني من تدنٍ واضح في البنية التحتية..، واعتماد خرائط تحليلية مستمرة عبر نظام GIS لتتبع تطورات المؤشرات الحضرية المرتبطة بالمخدرات، بما في ذلك الكثافة السكانية، تدهور البنية التحتية، واستعمالات الأرض، وتحديثها دوريًا لتوجيه تدخلات تخطيطية دقيقة واستباقية بعد إزالة التناقضات التخطيطية بين النسيج القديم والتوسع الحديث



