قدم الاستاذ المساعد الدكتور عامر شاكر خضير والمدرس الدكتور عادل حسن جاسم ورشة عمل بعنوان ( المدينة بين البعد الهندسي والبعد الانساني ) وذلك في يوم الاربعاء الموافق 1/6/2016 وعلى قاعة مركز التخطيط الحضري والاقليمي في الجادرية ، وحضرها عدد كبير من الاساتذة في مركز التخطيط الحضري والاقليمي وعدد من المهتمين في هذه المجال .
وتضمنت الورشة الاشارة الى ان اي بلد في العالم لايخلو من وجود تراث عمراني على ارضه يمثل نتاج الحضارات التي تركتها عهود سابقة مرت عليه ، ويمثل مسيرة تطور الحياة الحضرية وما نالتها من اهتمام اهلها وحكامها في ميدان البناء والتعمير . والى ان وقد التراث العمراني وما يتصل به من الفنون قد يبدو تراثاً مادياً للوهلة الاولى ،لكنه لايخلوا من الجانب الروحي ، ولذا فان الامم في مختلف بقاع الارض تعتز به وتحرص عليه كل الحرص ،لانه يمتزج بتاريخها وذكرياتها وعواطفها الروحية والقومية .
وناقشت الورشة المحاور التالية :
- البعد الهندسي في تصميم المدن بكل ما يحمله من ابعاد متعلقة بالهياكل الانشائية والخدمات والبنى التحتية وكلف وجداول زمنية وخصائص مكانية ومعوقات وحلول تقنية متعلقة بتنفيذ المخططات، البعد الانساني في تصميم المدن بما يحمله من ابعاد متعلقة بجماليات المكان وجوانب تعبيرية متعلقة باضافة المعنى على المكان وما له من خصوصيات متعلقة بالجوانب الادراكية والروحية والسلوكية والاجتماعية ، فضلاً عن البعد الحضاري للمدينة .
- محاولة لايجاد التوازن في التعامل مع البعدين الهندسي والانساني في تخطيط المدن على المستويين الاكاديمي المتعلق بالمناهج ومفرداتها وما يتفرع عنها ، والمستوى المتعلق بالممارسة والتطبيق مع الجهات والمشاريع ذات العلاقة ،وكانت اهم الاستنتاجات التي خرجت بها الورشة كما يلي :-
- 1- ان التخطيط والتصميم الحضري ياخذ غايات واحتياجات السكان الحياتية منطلقاً لتصميم المدائن الحضرية وامكنة العيش ، ومن ثم لم يعد مجال الاختصاص تصميم المدائن الحضرية المجردة وانما تصميم امكنة لحياة شعوب المدائن الحضرية .
- 2- ان تخطيط وتصميم المدن على ما يحمل من اهمية في حساب وتوظيف للمعايير المحلية والعالمية في المخططات المعدة للمدن ينبغي ان لا يهمل في كل الاحوال الاعتبارات الانسانية الخاصة بالقيم الروحية والجمالية والخصوصيات المحلية والهوية التراثية والتاريخية والحضارية المرتبطة بانسان المدينة .
3- اما اهم التوصيات التي خرجت بها الورشة فكانت التاكيد على ضرورة الموازنة في المناهج التعليمية للكليات المختصة بالعمارة والتخطيط الحضري على الجانبين الاساسيين وتوزع المفردات على المراحل المختلفة من فترة التعليم الاساسية والمتقدمة بحيث يغطي الجوانب الهندسية المرتبطة بالحسابات الكمية والنوعية والمعايير وكل ما متعلق بالجانب الفيزيائي للمدينة ، دون اهمال للابعاد الاخرى المتعلقة بالادراك الحسي والبصري والهوية والادراك المعرفي والتشكيل الفراغي المرتبط بعنصري الزمان والمكان ، وانعكاسات العوامل السلوكية على التصاميم الحضرية .