برعاية الأستاذ المساعد الدكتور عبد الحسين عبد علي العسكري عميد مركز التخطيط الحضري والإقليمي للدراسات العليا ويهدف تحقيق التفاعل العلمي بين المؤسسات الأكاديمية ومؤسسات الدولة والمجتمعات المحلية ,ودعما لأهوار جنوب العراق وادراجه في لائحة التراث العالمي، “هورنا رسالة من عمق وادي الرافدين الى حضارات العالم المعاصر”أقام المركز ندوته العلمية الخامسة والعشرون الموسومة ((عمارة الاهوار – المجتمع المستدام وتنمية العمارة المستدامة )) يوم الأحد الموافق 2/ 4 /2017 في مضيف السادة الحداد في قضاء الجبايش – محافظة ذي قار ، بحضور عدد من السادة المتخصصين في مجال التخطيط الحضري والإقليمي والبيئة وممثلين لدوائر ومؤسسات رسمية محلية وعلمية وبحثية منها رئيس واعضاء المجلس المحلي وبلدية الجبايش وهيئة انعاش الاهوار والموارد المائية والبيئة وعدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني وعدد من منتسبي الجامعات العراقية والقنوات الفضائية فضلا عن تدريسي وطلبة المركز.
استهلت الندوة بقراءة سورة الفاتحة ترحما” لأرواح شهداء العراق، تلتها كلمة ومقدمه ألقاها السيد جاسم الاسدي المدير الاقليمي لمنظمة طبيعة العراق ، رحب فيها بالسادة الحضور بخاصة مبادرة عمادة المركز باختيار منطقة ومجتمع الجبايش ومؤكدا فيها أهمية موضوع الندوة على المستوى العالمي والوطني
ثم القى السيد عميد المركز الأستاذ المساعد الدكتور عبد الحسين عبد علي العسكري كلمة عبر فيها عن مدى اعتزازه بالمنطقة وسكانها، ومتناولا لخصوصية المنطقة وواقع القضاء ومجتمعه ، وأكد على ان إحياء الاهوار يكون بأحياء مجتمعها ةالحياة الطبيعية فيها أبتداءأ وليس البدء بالحديث عن السياحة ، فالسياحة تنشط عندما تعود الحياة الطبيعية لأهالي الاهوار رؤء عبر وضع حلول المناسبة وإدخال البرامج التخطيطية المناسبة وبما يخدم المجتمع المحلي ومعالجة الفقر وتحقيق العدالة في توزيع الفرص والمشاركة المجتمعية.
وتناولت محاضرة الاستاذ علي نوري اساليب تعامل التصاميم الاساسية مع المناطق ذات الخصوصية المميزة الجغرافية والخاصة المحلية مثل المناطق الجبلية والاهوار والصحاري وعلى المستوى الانشائي والتصميمي وتوزيع الوحدات استنادا للفعاليات المميز لها.
وجاء في محاضرة الاستاذ المساعد الدكتورة ندى خليفة الركابي الادارة البيئية للأهوار, باعتبار الاهوار من الانظمة البيئية المميزة بخصائصها البيئية والاجتماعية والثقافية. وما يميز المنطقة حاليا من رداءة نوعية المياه لأسباب عديدة منها التلوث بمياه الصرف الصحي, وارتفاع نسبة الملوحة, والتلوث بالمخلفات المختلفة، وقلة كميات المياه الداخلة للأهوار، مما يتطلب وجود ادارة نوعية المياه وتحديد سياسة وادارة مستدامة للأهوار لحماية الاهوار كنظام بيئي موحد وبما يحقق الحفاظ على التنوع الحياتي فيه وتوفير المستوى المعيشي للسكان المحليين والتي تشمل توفير مياه الشرب المأمونة وشبكات الصرف الصحي وفرص العمل مما تسهم في اطلاق طاقات المجتمع الذاتية.
وركزت محاضرة الدكتور محمد حيدر الساكني من وزارة الاعمار والاسكان والبلديات العامة على كيفية ادارة الكوارث متناولا” العديد من تجارب العالمية ،مركزا على ادارة كارثة ما حل بالأهوار واعتبار مسألة الاهوار احدى الكوارث البيئية التي يعانيها العراق، والاثار التي خلفتها على السكان والبيئة في الوقت نفسه وتبعاتها من اجل وضع الخطط المناسبة لانعاش المنطقة والعمل على اعادة تقيم واقعي ومدروس للتحديات والمخاطر والفرص والامكانات القائمة. لتحديد الاحتياجات لإعادة اعمارها.
اما محاضرة السيد جاسم الاسدي المدير الاقليمي لمنظمة طبيعة العراق فتناولت استعراض تاريخي وموجز عن الاهوار ونشوئها عبر العصور والسياسات الخاطئة التي أتبعت في تجفيف الاهوار والتي جلبت الوبال على المنطقة ومكوناتها البيئية والسكانية، فالمنطقة تشكل نظاماً ايكولوجياً ذا أهمية ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى العالمي كذلك، لذلك يجب ان تتظافر كل الجهود بدءا” من المستوى المحلي وصولا للعالمي ، من اجل حماية النظام الحياتي للمواطنين والصحة العامة وحماية الاهوار كنظام بيئي والحفاظ على التنوع الحياتي فيها، كما تخللت المحاضرة فلم وثائقي عن المنطقة وسكانها.
وليتم بعدها مناقشة المواضيع التي تناولتها الندوة من قبل الحضور من المتخصصين والهيئات الحكومية وممثلي المجتمع المدني في القضاء وبصورة مركزة وفاعلة ولتنتهي الندوة بإعداد التوصيات التي استمدت من البحوث والمداخلات والافكار التي تم تناولها في الندوة.
وكانت محاور الندوة :-
- 1-اعمار البيئة الايكلوجية اساس للتنمية المستدامة في الاهوار ( د. محمد حيدر / الاسكان ).
- 2-تخطيط المناطق ذات الميزات الخاصة ( د. علي نوري ).
- 3-الادارة البيئية لاهوار ( د. ندى خليفة ) .
- 4-اهوار جنوب العراق ( الجذور التأريخية والرؤية المستقبلية ) المهندس جاسم الاسدي ممثل منظمات المجتمع المحلي ، طبيعة العراق ) .
