التخطيط الحضري والاقليمي يحاور الاستثمار في القطاع النفطي بين الحتمية الجغرافية ونظريات التخطيط المكاني
برعاية عميد مركز التخطيط الحضري والإقليمي للدراسات العليا الأستاذ المساعد الدكتور عبد الحسين عبد علي العسكري وتحقيقا لهدف التفاعل العلمي بين المؤسسات الأكاديمية ومؤسسات الدولة أقام المركز الورشة الحوارية الموسومة ((الاستثمار في القطاع النفطي بين الحتمية الجغرافية ونظريات التخطيط المكاني )) يوم الثلاثاء الموافق 20/ 2 /2018 على قاعة المركز بالجادرية، بحضور عدد من السادة المتخصصين من وزارة النفط العراقية والمهتمين في مجال التخطيط الحضري والإقليمي والبيئة من وزارات ودوائر ومؤسسات علمية وبحثية منها أمانة بغداد ووزارة التخطيط ووزارة البيئة ووزارة الأعمار والإسكان والبلديات والأشغال العامة وعدد من منتسبي جامعة بغداد فضلا عن تدريسي وطلبة المركز.
استهلت الورشة بكلمة للسيد عميد المركز التي رحب فيها بالسادة الحضور معربا عن امله بتظافر الجهود الوطنية والتعاون البناء بين مؤسسات الدولة التنفيذية الوطنية كافة والمؤسسات الاكاديمية، ومؤكدا فيها أهمية موضوع الورشة علميا ونوعيا، وعلى المستوى العالمي والوطني والمحلي وتأثير العمليات الاستثمارية في المجال النفطي على البعد المكاني والتغيرات التي تحدث في النظم المكانية وعلاقتها بتخطيط وتنظيم المدن والاقاليم، ومن الجوانب الإدارية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والنفسية والبيئية، اليومية والمستقبلية وبشكل عام والمدن والمحافظات التي تشملها عمليات الاستثمار في القطاع النفطي في ظل الظروف الحالية الاستثنائية التي انعكست سلبا عليها، ومنها تتجلى ضرورة وضع اليات مناسبة وإدخال مفاهيم وأدوات وبرامج تخطيطية مكانية مستدامة ترفع من شان تلك المدن والمحافظات وبما تتناسب عمليات الاستثمار الواعي وتوجهات التنمية وتخطيط المدن.
وشكر السيد ممثل وزارة النفط الدكتور محمد ناصر مدير مركز الفكر العراقي لدراسات الطاقة منظمي الورشة الذي عبر فيها عن مدى اعتزازه وتقديره للجهود التي يبذلها المركز خدمتا للصالح العام ومبدئا استعداد الوزارة للتعاون مع اية جهة وبخاصة الاكاديمية منها، في مجال الاستثمار في القطاع النفطي وتوجيهات وادارة العوائد النفطية خدمة للمدن والمحافظات وسد الفجوة التنموية بينها،ولتبدأ اعمال الورشة الحوارية التي برئاسة الاستاذ الدكتور جمال باقر مطلك ومقرر الجلسة الدكتور عمار خليل ابراهيم حيث رحب الدكتور مطلك بالحضور ومستعرضا لطبيعة اعمال الورشة والمحضرات التي ستتناولها .
وتناولت محاضرة الاستاذ المساعد الدكتور مصطفى عبد الجليل ابراهيم والدكتور عمار خليل ابراهيم الموسومة “المكان وابعاده ” مفهوم ومكونات وخصائص المكان والهيكل المكاني كما ونوعا والسمات التي تسهم في صناعة المكان وطبيعة استغلاله واستثماره لصالح المستقرات البشرية وتلبية احتياجات سكانها وتنظيم العلاقة بينهم والمكان من خلال مفردات التخطيط المكاني وعناصر وطبيعة الخطة المكانية الإستراتيجية لتحقيق مجموعة من الغايات والاهداف الانمائية المستدامة التي تساهم في رفع المستوى المعيشي للسكان المحليين وجعل المستقرات البشرية اكثر امنا والاستغلال الكفؤ للموارد المتاحة البشرية والمادية وفي مقدمتها الثروة النفطية . ليتم بعدها عرضا موجزا لطبيعة الحالة االعراقية ومؤشرات الفقر وأبعاده والتفاوتات بحسب المحافظات العراقية والخطة الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفقر ورؤية البحث في معالجة المشكلة المكانية عبر استغلال الامكانات التنموية الكامنة وليست المستغلة فعليا لتحقيق واحداث التطور الابداعي للمكان فعليا وعلى المستوى الفني والهيكلي .
ولتاتي محاضرة الاستاذ الدكتور جمال باقر مطلك والباحث تركي عامر تايه الموسومة ” الاستثمار في القطاع النفطي ونظريات التخطيط المكاني” .
وتناولى فيها طبيعة البحث والمشكلة البحثية الذي هو عن اطروحة مقدمة للمركز لنيل درجة الدكتوراه في علوم التخطيط الحضري والاقليمي، والذي تم فيه اكتمال الجانب النظري وتم فيه بناء اطار معرفي عن طبيعة الاستثمار النفطي والعلاقات المكانية ، واكدا على جانبين هما الاستثمار والاستنفاذ وخطورة الاخير والعمل على محاولة وضع الحلول له ضمن الجزء العملي وتجاوزه مع التأكيد على الاستثمار لتحقيق التنمية المستدامة ضمن المنهج المكاني وعلى المستوى المحلي والاقليمي والوطني، وان من التوجهات التي يسعى لها التخطيط الاقليمي هو تحقيق الربح الاقتصادي والذي سيساهم اذا ما تحقق الى تطوير وتنمية المكان والمجتمع على حدا سواء، مع التأكيد على التمكين الاقتصادي والعمراني والذي سيساهم في تحفيز البيئة الاستثمارية وبالتالي تطور المجتمع ورفع المستوى المعيشي.
ويشار إلى أن الورشة فد ناقشت العديد من المواضيع المتعلقة بجانب الاستثمارات في القطاع النفطي واغنت اراء ونقاشات الحضور والمختصين من وزارة النفط والمؤسسات المختصة فضلا عن تدريسي المركز ووجهات نظرهم الورشة التي امتدت لأكثر من ثلاث ساعات وليشهد ختام الورشة مداخلة السيد عميد المركز الذي لخص فيها اهم توجهات وتوصيات الورشة و مؤكدا فيها مدى حرص المركز وكادره للتعاون مع كافة المؤسسات الوطنية خدمة لعراقنا الحبيب.