هل هناك حجم مثالي للمدينة أم   حجم مدينة مثالي ؟ دعوة للنقاش

إعداد

الدكتور علي كريم العمار

جامعة بغداد/ معهد العالي للتخطيط الحضري والإقليمي للدراسات العليا


 
إن  حقيقة نمو وتطور المدن يؤدي حتما إلى ظهور منافع كمية ونوعية في الإنتاجية لإعمال معينة وخسارة في إعمال أخرى  وهذه الحقيقة,  نعرضها  ونأمل أن نكون بقدر من المستطاع في تفسير فهم التوقع أو الوصول إلى الحالة المثلى لحجم المدينة من خلال مقارنة الاقتصاديات  واللاقتصاديات الحضرية .

 

وفقا لهذه الحالة فان ما بحث وتقصى عنه الإنسان القديم من الكمال هل بالإمكان  تحقيقه على أسس علمية معاصرة  في الوقت الحاضر مثلا.؟؟؟؟.

واعتمادا على وجهة النظر هذه فان الحجم المثالي للمدينة من منظور ساكنيها, ستكون تلك المدينة ذات الحجم الذي ستكون فيه قيمة الاقتصاديات للفرد تتعدى أللاقتصاديات الناتجة عن التكتل .

وعليه فان صافي الاقتصاديات للحجم الناتج لكل فرد ساكن ستزداد, ومن وجهة النظر هذه فان الحجم المثالي للمدينة يكون قد تحقق.

 

إن هذه المعادلة بسيطة و لايمكن الركون إليها , لعدة أسباب ((وفيها جملة من الاستفسارات)) نحاول إدراج بعضها هنا:

 

·       أولها ,انه من الصعب حساب قيمة اقتصاديات ولااقتصاديات التكتل بالدقة الكافية للحصول على الحجم المثالي لأي مستقرة سواء أكانت حضرية أو ريفية.

·       ثانيا: إننا سنتوقع  دائما حصول تغيرات كبيرة في التكنولوجيا والدخل تؤدي إلى تغيير هذه القيم مع مرور الزمن  فالاستخدام الشائع( لوسائل النقل المختلفة,مثلا) ستضيف أعباء مالية تضاف إلى كلفة تلوث الهواء وهذه لوحدها وبحساب المتغيرات وتقيسيها تمثل لااقتصاديات للتكتل  .

·       في نفس الوقت فان التحسينات في مجالات النقل والاتصالات ستقلل من الفائدة والربح الذي يتوقعه المنتجون وذلك لسهولة الوصول المتوقع وتقليل الكلفة بين المجهز والزبون وهي تمثل (اقتصاديات التكتل  للإفراد), تغيير الدخول  سيؤثر بانتظام على قيمة اقتصاديات ولااقتصاديات التكتل,, مثلا عند زيادة مدخولات الإفراد فانه سيكون بإمكانهم دفع المزيد من الإنفاق للترويح عن أنفسهم ونتيجة لذلك فان الإضرار المحسوسة وغير المحسوسة ستزيد من مشاكل تلوث الهواء والماء والمخلفات الأخرى  والتي سترتفع كلفتها هي الأخرى مع ارتفاع المستويات المعيشية في العالم الحقيقي .

·       إن التغييرات في التكنولوجيا والدخل سيكون تغيير لانهائي  كمحصلة حتى و لو استطعنا إن نحسب الحجم المثالي للمدينة في وقت ما, فان علينا إعادة النظر في هدفنا  ورؤيتنا الموضوعة باستمرار وإعطاء خطوة بطيئة لايمكن للمدن إن تصلها .

·        باختصار أن حجم المدينة المثالي هي عبارة عن فكرة وتصور ساكنstatic ليس له معنى في عالم متحرك.

·       إن إعطاء وصف للامثلية هنا يبدو سطحيا لأنه لايمكن التكهن بالحاجات المتزايدة والمتنوعة للسكان إضافة إلى انه لايمكن الركون دائما إلى محدودية التفكير  بل العكس هناك حاجات متنامية لمجتمعات و لنوعيات مختلفة ومتباينة من المستقرات الحضرية تنجز فيها مختلف أنواع الوظائف وهي بذلك  ستختلف من حيث الحجم .

·        فالمدينة هي شبكة مستقلة ( إن قبلنا بهذا الرأي) أو نظام أوهي سمة مكانية يتحكم فيها حجم وسمة موقع وبميزة نسبية(( يجب)) إن تختلف عن باقي المدن الأخرى في الحجم والموقع والوظيفة ودرجة النمو والتطور.

·       في نهاية المطاف  إننا لايمكن إن نتوقع وجود حجم مثالي للمدن  أو إننا نختار حجم مثالي لمدينة افتراضية ونطبقه على باقي المدن,, أليس كذلك؟؟

·       لكننا في نفس الوقت ..هل نستطيع إن نجد مدن مثالية بحيث يكون لكل مدينة منها حجم مثالي يمكنها من تأدية وظيفتها المتوقعة ؟

    لكن لايمكن لأي احد إن يعرف هكذا نظام لعالم ومجتمع متحرك وبعلاقات منفتحة ومؤثرة مثل مجتمعنا الذي نعيش فيه الآن.

 إن أي تحليل للمدينة فان قياس حجم الوحدة الحضرية المناسبة لها هي المساحة, والواقع يشير إلى إن هناك العديد من المدن الأمريكية خاصة بعد عام 1970 قد توقف نمو المساحات التي تشغلها في محاولة لان تستقر نحو حجم معين,

 لكن يبقى السؤال مطروحا,, هل اكتفت وظيفيا  لتحقيق متطلبات ساكنيها  أم لا؟.

  خلاصة القول إن المدن تنمو وتتدهور مستجيبة إلى مجموعة من القوى الايجابية والسلبية لاقتصاديات ولا اقتصاديات التكتل  إضافة إلى إن هذه القوى هي في تتابع ثابت كنتيجة لدعمها التغيرات الحاصلة في الاقتصاد سواء أكان محليا أو دوليا .

على هذا الأساس فان النظام الحضري هل يمكن أن يصل إلى حالة من التوازن؟

وهل تبقى المدن على حالة جيدة أو حالة رديئة ؟

 كذلك ساكني المدن هل يجب إن يتحتم عليهم أن يعيشوا باستمرار تحت توقعات الضغوطات والتغييرات الحاصلة في شتى المجالات الحياتية سواء  أكانت خارجية أو داخلية وكيف يستطيعون مواجهتها؟

 

 

Comments are disabled.