النقل الحضري والحركة المستدامة
الاستاذ الدكتور محمد صالح القريشي
معهد التخطيط الحضري والاقليمي للدراسات العليا
جامعة بغداد
من السمات المهمة للمناطق الحضرية الكثافة (density) : للناس والنشاطات والبنى او الهيكل. وسمات او ميزات النقل الحضرية القابلية على التعامل مع هذه الكثافة في اثناء حركة الناس والسلع. وهذه الكثافة تولد تحديات للنقل الحضري وذلك بسبب الازدحام وتكاليف توفير البنى الارتكازية في المناطق الحضرية المبنية. كما انها تولد ايضا فوائد وميزات معينة بسبب وجود وفورات الحجم (economics of scale): بعض نشاطات النقل ارخص عندما تشغل بحجوم كبيرة.
ان هذه السمات تعني ظاهرتين مهمتين في النقل الحضري وهما:
– الازدحام المروري
– النقل الواسع
ان الازدحام المروري يفرض تكاليف كبيرة بصيغة الوقت المفقود. اذ ان بامكان الناس مبادلة الوقت بالنقود وذلك من خلال اختيار وسائل نقل مختلفة.
تاريخيا فان النقل الحضري كان له تاثيرا كبيرا في انماط استعمالات الارض يفوض المؤملات السوقية للنقل الواسع (mass transit) وجعلها غير كفوءة بوصفها وسائل لمواجهة هيمنة السيارة الخاصة حتى ولو كان النقل الواسع ربما يكون سياسة افضل.
يعد النقل الحضري جزءا من النشاط الاقتصادي ويستجيب لسياسات اقتصادية مصممة على نحو جيد.
ويمكن تحقيق الكثير لتحسين الحياة الحضرية من خلال استعمال المعرفة الاساسية بالحوافز الاقتصادية.
ان الحركة المستدامة (sustainable mobility) عرفت بوصفها القابلية على تحقيق الوصول الى حاجات المجتمع حتى يتحرك بحرية ويحصل على منافذ الوصول ويتواصل ويتاجر ويؤسس علاقات بدون التضحية بقيمة الاساسيات الانسانية او التنبؤية اليوم وفي المستقبل.
وحتى تكون الحركة مستدامة فانها يجب ان تحسن بسهولة الوصول وفي الوقت نفسه تجنب التمزقات في جودة الحياة مجتمعيا وبيئيا واقتصاديا.
تبدو تحديات الحركة المستدامة من خلال النمو الاقتصادي الذي يتضمن ما ياتي:
– زيادة في النشطات الاقتصادية
– زيادة في الدخل الفردي
– زيادة في الاستهلاك
وهذه الزيادات تولد تاثيرات النقل التي تتضمن ما ياتي:
– نمو معدل الرحلات
– استعمال السيارات الخاصة
– تغيرات في حصة نمك النقل
– تغيرات التوسع الحضري
ونتج عن هذا التاثيرات المتانية في النقل ما ياتي من التثيرات الاقتصادية والبيئية:
– انبعاث الغازات الملوثة
– الازدحام المروري
– حوادث المرور
– الضوضاء الخ …
وحتى تمنع او تكبح هذه التاثيرات مطلوب خدمات نقل تقوم بما ياتي:
– تسهيل حركة الناس والسلع والخدمات
– تحسين الوصول الى العمل والتعليم .. الخ
وهذه التسهيلات والتحسينات تمكن النمو الاقتصادي ان يحصل.
ان الحركة لا تقاس ببساطة بوفرتها او توافرها ولا بكيفية ونوعية النقل، ولكنها تقاس من خلال تاثيراتها في الناس بصيغة ما هي الخدمات والاسواق التي يمكن الوصول اليها وكم هو الوقت الانتاجي او الطاقة الصنائع او المنفق في الحرلات وفي ما اذا كانت عملية اليام بالحرلة يمكن ان تعاق بسبب امكانية التعرض لحوداث مرورية.
ان تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قد زادت على نحو كبير فرص الناص للاتصالات الافتراضية دون الحاجة الى ان يواجه بعضهم بعضا. وكذا فان الحركة الافتراضية تعمل بوصفها متمة او مكملة وليس بديلا عن الحركة المادية.